مرجعية الدولة المصرية .. بين الإسلام والعلمانية

 
أكد المفكر والباحث القبطي رفيق حبيب في ندوة مرجعية الدولة المصرية بين الإسلام والعلمانية والتي عقدت بمقر الكتلة البرلمانية لنواب الإخوان المسلمين أن المرجعية العلمانية تهدد الوحدة الوطنية المصرية , موضحا أن الحفاظ على الحقوق ليس مرتبطاً بالمرجعية العلمانية مشيرا إلى أنها تقدم لنا بشكل مغلوط .

حيث ذكر أن العلمانية لاتقبل التعدد القانوني القائم في المجتمع المصري المتمتع بقانون للأحوال الشخصية خاص بالمسلمين وآخر للأقباط فإذا كانت المرجعية هي العلمانية فإن هذا يعني تفكك الأسرة المصرية , وضرب مثالا بقرار محكمة القضاء الإداري الذي رفضة البابا شنودة والذي قضى بعودة مطلقين لحالة الزواج وقال البابا شنودة في رفضه : أنا لن أخالف أحكام الإنجيل .
حماية الشريعة الإسلامية للأديان الأخرى
وأشار حبيب إلى أن الشريعة ستحمي موقفه والتي تسمح بتعدد قانوني ،ووصف التعدد القانوني بأنه إبتكار حضاري عربي إسلامي سمح للناس بالإحتكام للمذهب والدين الذي يريدون في الوقت التي لاتقبل فيه الحضارة الغربية العلمانية التعدد القانوني .
ولفت النظر إلي بقاء الدولة الإسلامية عبر التاريخ ووجود مسيحين ويهود فيها وأن ذلك ما كان ليحدث لولا قدرة الشريعة و القوانين الإسلامية علي التعايش مع الآخر .
كما لفت النظر أيضاً إلى التعارض الموجود الآن بين المادتين الثانية والخامسة في الدستور
وهي حالة فريدة بين دساتير العالم وأوضح أن المصير النهائي للتعارض بين المادتين المحكمة الدستورية.
وتطرق الدكتور حبيب إلي علاقة النظام بالأقباط والذي وصف الأول بأنه يظهر بجرأة وكأنه المدافع الأول عن الأقباط مضيفا أن النظام يريد كتل فئوية وتصور النظام أن يستطيع أن يأخذ فئات ويخيفها من التيار الإسلامي حتى يضمها لصالحه وتصبح كتل تصويتية له دون أن يلتفت للوحدة الوطنية .

احتكار الكنيسة لموقف سياسى موحد باسم الأقباط
وفرق مابين الأقباط والكنيسة موضحا أن مايحدث للأقباط هو واقع غير مسبوق تاريخيا وهي أن تعبر الكنيسة سياسيا عن الأقباط وأن تحتكر الكنيسة الموقف السياسي القبطي وطالب بعدم إستمرار هذه العلاقة التي تحرم الأقباط من التنوع السياسي وأوضح أن أحد نتائج ذلك أن تختطف الدولة الأقباط لأن الكنيسة لايمكن أن تعارض النظام
لا لمحاولة الوقيعة بين الإخوان والأقباط
وحذر من محاولات النظام للوقيعة بين الإخوان والأقباط مضيفا أن النظام لايريد إظهار أي مشترك حضاري وأن يسعى لتشويه صورة الإخوان لدى الأقباط، وشدد على أهمية دور الإخوان في أن يصححوا صورتهم مضيفا أن صورة الإخوان داخل الأقباط ليست هي صورة الإخوان الحقيقية موضحا دور النخب العلمانية التي أثرت على الأقباط وطالب بتصحيح هذه الصورة عن طريق الإحتكاك بالشارع .
كما وصف ما طرح بالتعديلات بالخطر وهي قضية إشكالية هوية الأمة وإنزلاق النظام والنخبة إلى هذه القضية الشائكة وأصبح الجدل الدائر يسبب إنزعاجا داخل أطراف النظام ووصف إشكالية هوية الأمة بأنها من القضايا الهامة التي يجب أن نفتحها وأن تكون محكا يقاس عليها النظام والنخبة ، وأوضح أن المرجعية ليست قضية مخترعة مضيفا فلكل دولة مرجعية فالدستور له مرجعية خرجت تلك المرجعية من مجموعة من القيم والمبادئ والتي تؤمن بها الجماعة التي تعيش بمنطقة معينة بالأرض وأكد على أنه لايوجد تجمع بشري دون تحديد قواعد طريقة التعامل مشيرا إلى أن المجتمع المصري والإسلامي تمثل قيمة الأسرة الوحدة التي يشكل على أساسها المجتمع على عكس الغرب الذي يمثل الفرد أساس المجتمع .
وأكد على أن القيم التي يتفق عليها الناس هي التي تحدد النظام السياسي موضحا أن حرية الفرد في الغرب ليس لها سقف عدا أن تصطدم بحرية الآخرين أما الحرية لدينا لها سقف وهي القيم والنظام الإجتماعي الذي يجب أن يخضع له الفرد .
الإخوان خارج سيطرة النظم

وأكد مجددا على أهمية أن يكون النظام السياسي معبرا عن هذه القيم ، وإستعرض تجربة النظام السياسي المصري الذي جاء نتيجة إنقلاب عسكري ليس لديه كتل سياسية واستمر هذا الوضع عدة سنوات سيطر فيها النظام على الأوقاف وأخرج عبدالناصر الإقتصاد من المنظومة الإسلامية ،وأوضح أنه بعد عام 2000م ظهرت نخب أخرى غير تلك التي ظهرت منذ 50 عام وتتميز تلك النخب الجديدة بأنها تبدو أكثر علمانية خاصة في جناح لجنة السياسات بالحزب الوطني ، وتوقع رغبة النظام في تغيير المادة 2 لكنه لم يستطيع وأشار إلى تلاقي رغبات النخب العلمانية مع النخب الحاكمة مع ما تريده الولايات المتحدة حيث أوضح أننا تجاوزنا مرحلة الضغوط من الخارج حيث أصبح هناك إستجابة طواعية مضيفا أنه لم يصبح هناك إختلاف عما يريده النظام وأمريكا خاصة بعد حرب لبنان ، وأوضح أن النظام يريد أن يتحرر من حكم المرجعية الإسلامية حيث أنه لم يستطع على مايقرب من 50 عام أن يسيطر على النظام الإسلامي الذي يتشكل برأي الجماعة المصرية وأصبح غير قابل للسيطرة وأصبحت التيارات الإسلامية وخاصة الإخوان تسيطر على المجال الإسلامي .
وظل الإخوان خارج سيطرة النظام لأن فكرة الإخوان خارج السيطرة ولايمكن أن يوجهها عالم أو فقيه بدأ يغير ثوابت وأضاف أن الأزهر فقد سيطرته على الشارع بسبب تسيسه وطالب حبيب بأن معركة الهوية لابد وأن تكون قضية شعبية وأن تكون على كافة المستويات الشعبية والنخبية .
خطورة المشروع الصهيوأمريكى وتغيير هوية الأمة
كما حذر المهندس / علي عبدالفتاح من خطر خدمة المشروع الصهيوأمريكي بتغيير هوية الأمة والذي وصفها بأنها خطر على الأمن القومي موضحا أن
الولايات المتحدة تسعى لمشاريع تجزئة وإنشاء مشروعات طائفية وعرقية وحذر أيضا من خطر حقيقي يتهدد مصر إذا غيرت هويتها الإسلامية .موضحا أن المسئولين الواعيين هم من يدركون ذلك مضيفا أننا نقصد الإسلام الحضاري الذي يحترم المعتقد الديني .
وعن أسباب إختيار النظام للعلمانية أكد على أن النظام لم يجد خيار بعد أن وجد أن الأزهر لايتمتع بالمصداقية مبديا آسفه على ذلك وأوضح أن هناك أسباب هامة منها أن النظام الحاكم يرى أن الدين أصبح خطرا وأن الإخوان استطاعوا أن يشكلون النموذج الإسلامي الوسطي تثق فيه الناس العلمانيين المتطرفيين .
وطالب بالعودة لمفهومين وهما (أن الأمة للجميع وأن يتم التباحث في مشاكلها وأن التدين ليس نقطة إفتراق بل نقطة تجمع)، كما أوضح أن الدولة الإسلامية مدنية لادينية وأنه لاقدسية لفرد عدا الرسول (ص) مستشهدا بمقولة الإمام البنا (رحمه الله) أن الكل يأخذ من كلامه ويرد عدا الرسول(ص) مضيفا أن الدولة الإسلامية هي دولة حريات وقانون وتشريع ودولة هداية لاجباية ودولة عالمية .
الإخوان لا يتاجرون بالدين
وألقى أ.د/ حسن البرنس (القيادي بالجماعة) كلمة الإخوان حيث أوضح أن التعديلات لا تضيف جديدا على الإخوان موضحا أن البلاء الذي كان يقع على الإخوان أصبح يقع على كافة أبناء
الشعب وقام بالرد على الإدعاء بأن الإخوان يتاجرون بالدين موضحا أن الذي يتاجر بالدين يكون الدين بالنسبة له في المرتبة الثانية تعلوها المطالب الدنيوية .
وأوضح أيضا إتهام الإخوان من قبل بأنهم عملاء للأمريكان والروس وغيرهم مضيفا إذا كان الإخوان يتاجرون بالدين وعملاء لأمريكا أو غيرها فلماذا لم يبيع الإخوان أنفسهم للنظام ؟مؤكدا أن هذا هو دليل براءة الإخوان واستشهد أيضا بما قام به المرشد الثاني للإخوان المستشار حسن الهضيبي عندما خرج من المعتقل بعد 20 عام من الإعتقال وطالبوه بإمضاء عدم وجود علاقة بينه وبين الإخوان فيما بعد وجه الكلام لمن يطالبوه بالإمضاء قائلا له أنا مرشد الإخوان وأدار له ظهره لكي يعيده للمعتقل مرة أخرى وأوضح أن الإسلام طريقين متوازيين وهما (عقيدة وعبادات ومشروع حضاري).











 

No comments: